الحزن يسكن في صومعة ذاتي
يجعلني أنغمس بصمت في متاهات الألم
لأخرج من دائرة ألم وأدخل أخرى
ليكتسي قلب حنين حزناً ألف عليه
ليكتب عنه عله يستطيع أن يخفف عما في داخله
على تلك الساكنات في قلب حنين تجد لها قلب أقسى من قلبي
يحتمل الأحزان أكثر يصارعها ويقضي عليها
لكن مهلاً فقلبي أيضاً مازال قوي
ومازال يمسك رمحه ويحارب أحزانه
لكنه حتماً مرهق من هذه المعركة التي يقودها قلبي
ليخرج الحزن منه ويستقر الفرح به
ليعود قلب حنين كما كان سابقاً
لا يسطر سوى عن الحب
ولا يعزف إلا الألحان الفرحة
ليعود ويمسك قلمه ويكتب ويستمد القلم حبره من الأفراح
لكن ماذا لو غلب الحزن قلبي
حينها سأبقى أسيرة خلف جدران الحزن
وسيبقى الفرح بعيد عند عتبات المستحيل
لأقف وقلبي يبكي وصدى بكائه أنين
لأكون وحدي خلف أبواب الحزن
مقيدة بسلاسل الألم
وأصرخ بصوت أعياه التعب
{هل من منقذ يأخذني من هنا }
هل من يأتي لي وي**ر قيود حزني
هل من فارس يخرج قلب حنين من أحشاء أحشاء الحزن
لكن عبثاً فصوتي لايسمعه أحد
فالحزن غلف كل شيء بي
كلما حاربته يزداد قسوة على قلبي وأزداد تعباً
حتى قلمي أصبح منهك من تستطير تلك الحروف
بل حتى الحروف أصبحت تهرب وتذهب لغيري
ليسطر بها حروف سعيدة مليء بالفرح
لكنها للأسف أسيرة معي
تناجيني ليل نهار وتقول هل من كلمات سعيدة تنعشيني بها
هل هناك شعاع أمل يقدي على عتمات الظلام
هيا ياقلم حنين أكتب عن الفرح والحب
فأنا قد مللت من تلك الحروف البائسة اليائسة
مللت من حروف أعياها التعب
ومللت منك أيضاً وأنت تمسك بيدان ترتجف
لأنها تخشى أن تسقط وتكف الكتابة
فيد حنين لم يعد بها قوى تسطيع حملك
فقد أصبحت ثقيلاً عليها
مكبلاً بالإسى والألم
أدرك تماماً أيها القلم أنك متعب مثلي
وانك تناجي قلب حنين كما أناجيك
أرجوك ياقلم أسقط من بين يداها فأنا قد سأمت
قل لها علها ترحمنا قليلاً
فيسقط القلم من بين يداي وأنا في أمس حاجتي له
لتدور بيني وبينه تساؤلات
لجعل حيرتي ووحدتي تزداد علي
فيناجي قلبي القلم
ليقول له لماذا سقطت الست أنت صديقي في السراء والضراء
ألست الوحيد الذي يشاركني همومي
فيجيب القلم بـأسى
تقول ياقلب حنين أشاركك في السراء قل لي كيف وأنت
لاتكتب سوى الحروف الحزينة صدقني لو كتبت الفرح لما سقطت أبداً
فكما أنت ياقلب حنين تناجيني وتستنجد بي وتسألني الرأفة بحالك
ناجتني الحروف أيضاً وأستنجد بي وسألتني الرأفة
فهي لم تعد تحتمل صدقني أيها القلب لم تعد تحتمل
فرأفة بحالنا ياقلب حنين
أمرني أنت أيضاً أن أتوقف فأنا قد أنهكت من التعب
فيرد قلبي ودموعه تسيل : توقف لكن أعلم أني سأبقى
بحاجة لك مدى عمري وأنك أنت فقد من تستطيع أن
تخفف عني حزني وأنك ياقلمي أقوى مني فمهما أتعبتك
كنت تقف جانبي وكم كتبت بك حروف مكبلا بالحزن
لكنك استطعت تحملها وفككت القيود عن نفسك فأرأف
أنت أيضاً بحال وناجي الأبجدية عني وقل لها رحمة
بحال قلب حنين فنحن من نخفف عنه
فيعود قلمي ليدي ويخضع الأبجدية تحت أمري
لأعود وأسطر به أحزاني وهمومي