اختتم برشلونة الإسباني موسمه الكروي بأفضل السيناريوهات، فبعد فوزه بلقب الدوري الإسباني والكأس أضاف إلى خزائنه لقب دوري أبطال أوروبا بعد تفوقه على مانشستر يونايتد الإنكليزي حامل اللقب بهدفين نظيفين من توقيع الكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي، مساء اليوم الأربعاء في المباراة النهائية على إستاد "أولمبيكو" في العاصمة الإيطالية روما. وتحت قيادة مدربه الشاب جوسيب غوارديولا الذي قاد الفريق منذ بداية الموسم، حقق الفريق الكاتالوني ثلاثية تاريخية بفضل كوكبة من النجوم في مقدمتهم ثلاثي الهجوم المرعب الأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل إيتو والفرنسي تييري هنري وخلفهم النجم الكبير أندرياس إنييستا وتشابي الذين كان لهم الفضل مساء اليوم في تحقيق هذا الفوز وإهداء النادي لقبه الثالث في هذه المسابقة العريقة. برشلونة يثأر وثأر برشلونة من مانشستر يونايتد الذي كان أخرجه من الدور نصف النهائي الموسم الماضي كما حقق ثأراً آخر عمره 18 عاماً لأن فريق "الشياطين الحمر" كان تغلب عليه في النهائي القاري الأول بين الفريقين وكان في مسابقة كأس الكؤوس عام 1991 في روتردام عندما خرج الفريق الإنكليزي فائزاً 2-1 ليحصل مدربه الاسكتلندي الي** فيرغوسون حينها على لقبه الأوروبي الأول مع الفريق بفضل لاعب برشلونة السابق الويلزي مارك هيوز الذي سجل الهدفين في الشوط الثاني. وفشل مانشستر في الظفر بلقبه الرابع هذا الموسم لأنه توج بثلاثة ألقاب وجاءت في كأس العالم للأندية ثم كأس رابطة الأندية المحلية المحترفة وأخيراً الدوري المحلي. وكان برشلونة يخوض النهائي للمرة السادسة في تاريخه بعد 1961 عندما خسر أمام بنفيكا 2-3، و1986 حين خسر أمام ستيوا بوخارست الروماني بركلات الترجيح صفر-2 بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي، و1992 عندما فاز على سمبدوريا الايطالي 1-صفر بعد التمديد، و1994 عندما خسر أمام ميلان الإيطالي صفر-4، و2006 عندما توج باللقب على حساب ارسنال 2-1. ورفع غوارديولا الكأس للمرة الثانية في مسيرته بعد أن توج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب، ليصبح سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما أصبح ثالث لاعب يحقق هذا الإنجاز مع نفس الفريق بعد الإسباني ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966)، والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007). وأصبح غوارديولا (38 عاماً و129 يوماً) أصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاماً فيما فشل فيرغوسون في أن يصبح ثاني مدرب يتوج باللقب في ثلاث مناسبات بعد الراحل بوب بايسلي الذي قاد ليفربول إلى هذا الانجاز سابقا، علماً بأن الاسكتلندي هو ثاني أكبر مدرب يتوج بلقب هذه المسابقة بعد البلجيكي رايموند غوثالز الذي قاد مرسيليا الفرنسي للقب على حساب ميلان عام 1993 وهو يبلغ 71 عاما و232 يوماً. وفشل مانشستر في أن يكون أول ناد يتمكن من المحافظة على لقبه منذ انطلاق المسابقة تحت مسمى دوري أبطال أوروبا موسم 1992-1993، والأول منذ أن حقق ميلان هذا الانجاز عامي 1989 و1990. وأوقف الفريق الكاتالوني مسلسل المباريات التي خاضها فريق "الشياطين الحمر" دون أن يتذوق طعم الهزيمة والتي بلغت 25 على التوالي (رقم قياسي) وألحق به الخسارة الأولى منذ أن سقط في نصف النهائي عام 2007 أمام ميلان. واستحق برشلونة اللقب تماماً لأن غوارديولا تفوق على فيرغوسون ففرض فريقه أفضليته المطلقة على اللقاء ولم يمنح الفريق الإنكليزي فرصة أن يفرض إيقاعه باستثناء الدقائق العشر الأولى، رغم الغيابات في خط دفاع الفريق الكاتالوني. مجريات اللقاء وبدأ غوارديولا اللقاء بإشراك الثنائي الفرنسي تييري هنري واندريس انييستا منذ البداية بعد تعافيهما من الإصابة، وأوكل مهمة شغل مركز الظهير الأيمن للقائد كارليس بويول بسبب إيقاف البرازيلي دانيال الفيش، فيما تولى العاجي يايا توريه ولاعب مانشستر السابق جيرار بيكيه مهام قلبي الدفاع لغياب الم**يكي رافايل ماركيز بسبب الإصابة، والبرازيلي المخضرم سيليفينو مهام الظهير الأيسر لغياب الفرنسي اريك ابيدال بسبب الإيقاف. أما فيرغوسون فخاض المباراة بتشكيلة كاملة مع عودة ريو فرديناند إلى قلب الدفاع بعد شفائه من الإصابة، فيما لعب الكوري الجنوبي بارك جي سونغ والويلزي المخضرم راين غيغز منذ البداية إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو وواين روني. واستهل مانشستر اللقاء ضاغطاً وكان قريباً جداً من افتتاح التسجيل بعد دقيقتين على صافرة البداية اثر ركلة حرة انبرى لها رونالدو وأطلقها صاروخية ارتدت من الحارس فيكتور فالديز فأبعدها بيكيه من أمام روني على مسافة قريبة إلى ركنية (2). وواصل مانشستر أفضليته وهدد مرمى فالديز مجددا بتسديدة صاروخية أطلقها رونالدو أيضاً من حوالي 25 متراً، لكن محاولته مرت قريبة من القائم الأيسر (6)، ثم اتبعها النجم البرتغالي بفرصة أخرى هذه المرة من حدود المنطقة لكن الكرة مرت قريبة جدا من القائم الأيسر (9). وجاء رد برشلونة مثمراً إذ نجح ومن أول فرصة له في افتتاح التسجيل عندما استلم ايتو تمريرة بينية متقنة من انييستا على الجهة اليمنى فتلاعب فيديتيش داخل المنطقة قبل أن يسدد كرة قوية من زاوية ضيقة مرت تحت جسد الحارس الهولندي ادوين فان در سار وسكنت شباك "الشياطين الحمر" (10). وحصل مانشستر على فرصة إدراك التعادل من ركلة حرة نفذها جون اوشي لكن تسديدة الأخير علت العارضة الكاتالونية بقليل (17)، ثم فرض برشلونة أفضليته الميدانية وحصل على فرصتين لتعزيز تقدمه عندما سجل ميسي أول ظهور له في المباراة بإطلاقه كرة صاروخية من حوالي 20 متراً علت العارضة بسنتيمترات قليلة (20)، وعندما انبرى تشافي هرنانديز لركلة حرة من الجهة اليمنى سددها قريبة جداً من القائم الأيمن (27). وحاصر الفريق الكاتالوني منافسه في منطقته لحوالي 15 دقيقة دون أن يسمح له في تجاوز منتصف الملعب ثم واصل اندفاعه وأفضليته المطلقة حتى نهاية الشوط الأول دون أن ينجح في تعزيز تقدمه بهدف ثان، فيما بدا مانشستر شبحاً للفريق الذي كان متواجداً على أرض الملعب في الدقائق العشر الأولى من المباراة. الشوط الثاني ومع بداية الشوط الثاني، زج فيرغوسون بالأرجنتيني كارلوس تيفيز بدلاً من البرازيلي اندرسون لتعزيز الهجوم سعياً خلف هدف التعادل، لكن الهدف كاد يأتي من الجهة المقابلة عندما توغل هنري في الجهة اليسرى وشق طريقه إلى داخل المنطقة متلاعباً بفرديناند قبل أن يسدد الكرة من زاوية ضيقة أبعدها فان در سار ببراعة (48). وواصل برشلونة تسيده للقاء وطالب ميسي بركلة جزاء بعدما دفعه اوشي داخل المنقطة اثر تمريرة من ايتو لكن الحكم السويسري ماسيمو بوساكا طالب بمواصلة اللعب (51). وعاند الحظ الفريق الكاتالوني عندما ناب القائم الأيسر عن فان در سار وصد ركلة حرة نفذها تشافي من حدود المنقطة (53). وانتظر مانشستر حتى الدقيقة 56 ليسجل أول فرصة له منذ ربع الساعة الأول من اللقاء وذلك عندما لعب روني كرة عرضية من الجهة اليمنى إلى داخل المنطقة تطاول لها بارك جي سونغ الذي كان وحيداً في مواجهة فالديز، لكنه لم ينجح في الوصول إلى الكرة ليفرط على فريقه فرصة معادلة النتيجة. وأجرى فيرغوسون تبديله الثاني في الدقيقة 66 فأدخل البلغاري ديميتار برباتوف بدلاً من بارك جي سونغ، لكن الفريق الكاتالوني لم يمنح لاعب توتنهام وباير ليفركوزن السابق فرصة قلب الأمور لأن ميسي ضرب في الدقيقة 70 معززاً صدارته لترتيب هدافي المسابقة برصيد 9 أهداف عندما ارتقى لكرة عرضية لعبها تشافي من الجهة اليمنى وحولها برأسه داخل شباك فان در سار. وحاول مانشستر أن يعود إلى أجواء المنافسة سريعاً لكن فالديز وقف سداً منيعاً في وجه تسديدة خطيرة لرونالدو (72)، ثم بقيت النتيجة على حالها حتى صافرة النهائية التي أعلنت برشلونة بطلاً للمسابقة للمرة الثالثة بعد 1992 و2006، فيما خسر "الشياطين الحمر" النهائي القاري الأول لهم وفشلوا في الظفر باللقب للمرة الرابعة في تاريخه بعد 1968 عندما فازوا على بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد في ملعب ويمبلي، و1999 عندما تغلبوا على بايرن ميونيخ الألماني 2-1 في مباراة شهيرة أقيمت على ملعب "نوكامب" تخلفوا فيها صفر-1 حتى الدقيقة الأخيرة، و2008 بتغلبهم على مواطنهم تشلسي بركلات الترجيح 6-5 بعد تعادلهم 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب "لوجنيكي" في موسكو. وانفردت إسبانيا بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في هذه المسابقة بعد أن رفع برشلونة رصيدها إلى 12 لقباً، مقابل 11 لكل من إنكلترا وإيطاليا، علماً بأن الفرق الإيطالية خسرت في النهائي في 14 مناسبة، مقابل 9 للأسبان و6 للإنكليز بعد إضافة مانشستر إلى لائحة الفرق الوصيفة في 2009. |